الفصل 104 : حرب أورتونا الأهلية (3)

في أورتونا توجد تقنية فريدة للهالة تسمى [هينيسيس]. إنها تقنية متخصصة تم تطويرها لسيف هينيسيس الطويل، الذي يتميز بشفرة ليست قصيرة الطول و مقبض يمتد حوالي ثلثي طول النصل.

كان سيف هينيسيس الطويل سيفًا جميلًا يتمتع بمزايا السيف ذو اليدين و الرمح. كان عادةً ما يحتوي على نصل متموج دقيق و مقبض مزخرف، لذلك اعتقد البعض أنه مجرد سيف مزخرف للنبلاء.

و مع ذلك، بمجرد أن ترى نطاق هجومه الواسع الذي يمكن مقارنته بمدى الرمح اللائق، و سرعة الاسترداد السريعة للسيف الطويل، و قوة النصل الوعر الذي يمزق اللحم بشراسة، فلن تتمكن أبدًا من نطق جملة "مجرد سيف مزخرف" مرة أخرى.

و الآن فإن جوهر تقنية هينيسيس يتكشف بوضوح في سهل أندريس.

سوووش!

مع شفرة سيف طويلة، تأرجحت شفرة الهالة الزرقاء، التي يبلغ طولها بوصتين، راسمة دوائر في الهواء بسرعة. تم قطع الفرسان الذين كانوا يهاجمون إلى قسمين مع خيولهم و تدحرجوا على الأرض.

الجنرال جايل، بعد أن رأى أنه يتمتع بالأفضلية ضد سلاح الفرسان، اندفع نحوهم مرة أخرى.

"ايك!"

كان الفرسان المحيطون خائفين و سرعان ما أداروا خيولهم.

قام الفرسان بتفكيك صفوفهم للابتعاد قدر الإمكان عن سيد السيف الهائج. مدركين أن الاقتراب منه يعني أن يتم تقطيعهم مثل دمية في ساحة التدريب.

لقد كانوا أيضًا من نخبة فرسان الملكيين، لكنهم لم يجرؤوا حتى على دفع سيوفهم في نطاق الجنرال جايل الهائل.

و مع ذلك، السيف تأرجح بخفة مرة أخرى بنفس السرعة السابقة. العديد من الفرسان الذين كانوا يهربون مديرين ظهورهم لم يتمكنوا من الهروب و تم قطعهم إلى قسمين قطريا و سقطوا على الأرض.

هاهاهاهاهاها! ارتفعت سحابة من الغبار في الهواء.

"يا للعجب، إنه حقا وحش."

جاستن، زعيم المرتزقة الذي كان يلوح بسيفه بحماس على رأس الكتيبة، أطلق صفيرًا.

الرجل الذي يبدو لطيفًا و خلوقاً من الخارج يصبح قاسيًا للغاية لدرجة أنه بمجرد أن يسحب سيفه، لا يمكن إيقافه حرفيًا.

بمجرد تعرضهم للزخم المنتشر على نطاق واسع حول الجنرال جايل، ارتجفت أيدي العدو و لم يتمكنوا من الاستجابة بشكل صحيح. بينما هناك عدد أكبر بكثير من الفرسان الذين يمكن أن يهزمهم سيد السيف بسيف واحد كانت وحدتهم المنفصلة تستطيع فقط إسقاط الأعداء بشكل منهجي.

رفع جاستن خوذته التي كان يرتديها و نظر إلى الجانب. على وجه الدقة، نظر للصبي الذي بجانبه الذي يلوح بالسيف بوجه خالٍ من التعبير.

"بارت. لماذا تستمر في وضع هذا التعبير هذه الأيام؟ هل مازلت غير راضٍ بقبول هذه المهمة؟"

منذ البداية، كان فتىً مترددا بالمشاركة في هذه الحرب الأهلية. على الرغم من أنه كان رجلاً قليل الكلام، إلا أنه بدا مكتئبًا بشكل ملحوظ مؤخرًا، و كان جاستن، الذي أجبره على الحضور، يشعر بالقلق.

حدق الصبي في الهالة الزرقاء التي تحوم في الأفق للحظة و أجاب دون النظر إلى جاستن.

"إنها مهمة ذات نهاية حتمية. هذا النوع من الأشياء يترك مذاقًا سيئًا."

"حسنا، ان هذا……"

توقف زعيم المرتزق للحظة، ثم هز كتفيه و مازح بتعبير مبالغ فيه.

"هذا أمر يجب على السادة الذين وظفونا أن يقلقوا بشأنه. و ليس أنت، أليس كذلك؟"

".....…..."

م.م: ههه تخيلوا نيت يكون هو من وظفهم 😂

و بدون إجابة، أنزل الصبي واقي خوذته التي كان يرتديها. و سرعان ما بدأ ضوء فضي غريب يتوهج من عينيه.

سأل جاستن، الذي لاحظ الهالة غير العادية، بتعبير محير.

"ماذا تنوي أن تفعل؟"

"إنهاء هذا بسرعة."

"ماذا؟"

"....أنا آسف."

ضرب الصبي رقبة الحصان بلطف بيده المغطاة بالضوء الأبيض، و قبل أن يتمكن جاستن من السؤال عن أي شيء، فجأة ركل جانب الحصان. صهيل!

"مهلا! لحظة!"

تاركًا وراءه صرخة زعيم المرتزقة العاجلة، ركض الصبي في وسط المعركة الفوضوية. الحصان الذي كان يركبه ركض محاولًا تجنب سلاح الفرسان المتشابك بمهارة.

سووش. أحيانا كان يلوح بسيفه دون تردد على الفرسان الذين كانوا يسدون طريقه.

على الرغم من أنه لم يستعمل أسلوب سيف مناسب، إلا أنه مهارته فعالة بشكل غريب و هي أيضا بدت أنيقة. الصبي الذي رش الدم مثل النافورة عدة مرات كان قد وصل بالفعل إلى المعسكر اليميني لبقايا الحزب الجمهوري.

بدأ أن الجنرال جايل، الذي كان يحمل شفرة الهالة زرقاء، ينظر إليه. تجاوزه الصبي و هو يمتطي جواده بأقصى سرعة، و قبل أن يعرف ذلك كان مسرعاً نحو حاجز العدو حيث كان وابل من السهام ينهمر.

"أنظر….أنظر إلى ذلك!"

على الرغم من إعادة تنظيم خط المعركة بدعم من سيد السيف، إلا أن عيون الجنود الجمهوريين، الذين لم يتمكنوا من التقدم أكثر كانوا مندهشين على الفور.

قفز الجنرال غاسبار فجأة من خلف غطاءه و صرخ.

"...ان هذا خطير!"

و في وسط وابل من السهام، قام الصبي، دون أن يرمش له جفن، بسحب سيف آخر كان مربوطا إلى السرج بيده اليسرى. حمل سيفا في كل يد، ثم.

ووووش.

بطريقة ما، في لحظة، انطلق في الهواء من فوق الحصان بسرعة لا تصدق.

قفزة غير واقعية تجاوزت بكثير ارتفاع حاجز العدو.

نظر الناس من المعسكرين الجمهوري و الملكي إلى المشهد في وقت واحد و أفواههم مفتوحة. لأنه كان ارتفاعًا لا يستطيع الإنسان العادي القفز إليه أبدًا.

صهيل!

في هذه الأثناء، سقط الحصان، الذي أصبح خلية نحل تحت مطر السهام، محدثًا صرخة يرثى لها.

م.م: شبه بخلية النحل لأن السهام أحدثت في جسده عدة ثقوب 😶

كما تعرض الصبي للسهام أيضا. و مع ذلك، كان يطفو في الهواء دون أن يصيبه سهم. و بطبيعة الحال، كان جايل هو الوحيد الذي لاحظ ما كان يحدث بالفعل من حوله.

ووش. الريح التي هبت من مكان ما كانت ملفوفة حول جسد الصبي. تسببت الرياح القوية في انحراف معظم الأسهم إلى الجانب. و تم حظر الأسهم القليلة التي تطير للأمام بشكل مستقيم بواسطة الحاجز الأبيض الذي تم إنشاؤه بواسطة السيوف الموجودة في كلتا يديه.

"أطلقوا السهام….أطلقوا السهام!"

صاح قائد معسكر العدو المذعور للرماة بصوت مرتجف. اصطف الرماة بسرعة و وجهوا أقواسهم نحو الصبي العائم في الهواء.

حتى لو كان محظوظًا بما يكفي لتفادي السهام حتى الآن، فلن يتمكن من تجنب كل السهام القادمة إليه مرة واحدة من الآن فصاعدًا.

و في تلك اللحظة، حدث شيء مذهل. الصبي الذي ظن أنه سيتوقف للحظة في الهواء و يصبح هدفاً للسهام.

بانج! و فجأة، انطلق فجأة بسرعة لا تصدق. و هبط في منتصف خطوط العدو، حدث هذا حتى قبل أن يتمكنوا من تصويب السهام.

"ماذا، ماذا؟"

و بينما كان قائد العدو الذي كان يحدق في المشهد من خلف السياج يصدر صوتًا أخرس، طار الصبي فوق رأسه و هبط في وسط المعسكر و الريح تهب من حوله.

وووش! و في الوقت نفسه، أحاطت هالة خفيفة بالسيف الذي كان يحمله في يده اليمنى و حلق السيف نحو منتصف الحاجز الخشبي.

لم يكن أن السيف كان يستهدف بدقة شيئًا ما و تم الالقاء به، بل كان السيف يدور! لقد أصدر صوتًا باهتًا و علق في منتصف الحاجز الخشبي. ثم ارتجف للحظة.

كلينغ! قطع معدنية حادة تناثرت في كل الاتجاهات. العديد من الرماة الذين كانوا واقفين بتفاجئ دون معرفة السبب وقعوا ضحية الانفجار.

"آآه!"

"آااه! عيناي!"

في موقف غير متوقع، اندلعت الاضطرابات في جميع أنحاء وحدة رماة السهام.

انفجر السيف فجأة؟ رمش القائد منكرا عند رؤية هذا المنظر، و هو أمر واضح جدًا لدرجة أنه لا يستطيع تصديقه.

باانج. ركل الصبي الأرض مرة أخرى و قفز، و قبل أن يعرف ذلك، وصل مباشرة أمام قائد العدو.

"ماذا.…..!"

كانت تلك كلمته الأخيرة.

قبل أن يتمكن قائد العدو من فهم ما كان يحدث، انفصلت رقبته عن رأسه و كان يتدحرج على الأرض. لقد حدث ذلك في غمضة عين.

"آااه!"

"وحش، وحش...…!"

الجنود الذين كانوا يحدقون في مكان الحادث بذهول، تراجعوا بتردد عن الصبي بوجوه شاحبة. حتى أن بعض الناس تعثروا و سقطوا على الأرض عندما رأوا عينيه الفضيتين من خلال الخوذة.

الخوف من الصبي الذي أظهر براعة عسكرية لا مثيل لها و كأنه ليس إنسانا، جمد المخيم بأكمله.

في معسكر العدو، الذي سحب معظم قواته لمهاجمة مؤخرة الجمهوريين، لم يبق سوى عدد قليل من الرماة و عدد قليل من المشاة.

و الآن، بعد أن فقدوا قائدهم عبثا، انخفضت معنوياتهم إلى القاع.

نظر الصبي حوله بعينين باردتين للحظة، ثم التقط رأس جنرال العدو المقطوع و بدأ يمشي ببطء نحو الحاجز الخشبي.

سوووش.

و فجأة طارت قذيفة دائرية باتجاه المعسكر الجمهوري و هبطت. بعد أن اقتحم الصبي معسكر العدو، توقف مطر السهام فجأة و كان الجمهوريين ينظرون إلى سياج العدو في حيرة.

لقد أذهلوا، بعد أن أدركوا أنه كان رأسًا بشريًا مقطوعًا مع الخوذة.

من خلال الفتحة في الخوذة، تعرف الجنرال غاسبار على وجه الرجل.

هذا الرأس.

"....الجنرال ألونسو!"

بدأ المعسكر الجمهوري بالتحرك.

إنه قائد العدو! لماذا فجأة؟

لكن الجنرال المخضرم غاسبار أدرك أن هذه كانت فرصة غير مسبوقة. صاح و هو يقفز من المخبأ و سيفه مسلول.

"سقط رأس قائد العدو! الجميع، اندفعوا إلى معسكر العدو!"

"اند…اندفعوا! هاجموا!"

و تبعه فرسان آخرون شجعوا الجنود.

واااه! صرخت الوحدة بأكملها و بدأت في الاندفاع نحو التل.

لم يتم إطلاق المزيد من السهام حتى وصل المعسكر الجمهوري إلى الحاجز، و تمكنوا بسهولة من احتلال موقع العدو، و كأن كل المشاكل التي واجهوها حتى الآن كانت كذبة.

* * *

"هذه المعركة تدين كثيرًا لمرتزقة أستروس. بفضلكم، تمكنا من تقليل الأضرار التي لحقتنا بشكل كبير. شكرًا لكم."

زار جايل شخصيًا ثكنات مجموعة المرتزقة و التقى بالزعيم جاستين. و ذلك لأنه تم تجنديهم على عجل و لم يتم مناقشة التعويض المناسب بعد.

بدا متعبا قليلا. كان ذلك لأنه في الاجتماع الاستراتيجي الذي عقد للتو، كانوا قد تصارعوا لفترة طويلة مع المسؤولين الجمهوريين الذين أصروا بشدة، قائلين إنه يجب مهاجمة أراضي الكونت كاستيل على الفور.

و بطبيعة الحال، انتهى الاجتماع إلى نتيجة مفادها أن الأمر لن ينجح بالقوات الحالية.

على الرغم من أن الكونت الذي خدعهم كان مخزيًا، إلا أنه لم تكن هناك حاجة لتوسيع خط المواجهة دون داعٍ.

علاوة على ذلك، حتى لو نجحوا في الاستيلاء على قلعة كاستيل، فإن تدمير أراضي كاستيل السليمة سيكون ذريعة للنبلاء المحايدين الآخرين للجوء إلى جانب الملكيين.

"جنرال. لنفكر في الأمر، ان مرتزقتنا دائمًا يذهبون إلى أخطر ساحات المعارك، أليس كذلك؟ ربما يكون هناك ما يبرر بعض بدل المخاطر الاضافي...…".

م.م: بدل المخاطر الاضافي: أجر إضافي للعامل الفردي أو مجموعة من العمال الذين يعملون في ظل ظروف خطيرة أو غير مرغوب فيها.

على الرغم من وصفه الصريح بأن جايل هو مستغل، قدم هذا القائد ذو الرأس الهادئ مطالب غير معقولة دون خجل.

لقد كان منزعجًا للحظة، و لكن بعد التفكير في الأمر بعناية، شعر أن كلمات القائد كانت منطقية إلى حد ما. بادئ ذي بدء، يبدو أن زعيم المرتزقة يعتقد بصدق أن هناك حاجة إلى المزيد من التعويضات.

بينما كان جايل يكافح، جاء صوت هادئ من بجانبه.

"جاستين، يجب أن تعرف متى تتوقف."

المرتزق بارت.

لقد اعتقد دائمًا أنه على قدم المساواة مع القائد، لكن المهارات التي رآها اليوم كانت تفوق القائد بوضوح. كان من الصعب تصديق أنه كان صبيًا صغيرًا لم يتجاوز سن الرشد بعد.

كانت صورة الصبي الذي يقوم بحركات غامضة عند مهاجمة معسكر العدو لا تزال حية في ذهن جايل. سيكون من العادل أن نقول أنه هو الذي قدم أكبر مساهمة في هذه المعركة.

"لا، و لكن فكر في مدى مساهمتنا في معركة اليوم! بالطبع، يجب أن نحصل على مكافأة عادلة لعملنا الشاق، أليس كذلك؟"

عبس القائد و تذمر، لكن كلمات الصبي التالية أسكتته على الفور.

"ثم، أليس من الأولويات أن نتناقش بتعمق أكبر حول حصتي العادلة داخل مجموعة المرتزقة؟"

"......….."

هممم. أدار جاستن عينيه، و هو يتصبب عرقا باردا، ثم تحدث بتردد إلى جايل.

"....أيها الجنرال، دعونا نتظاهر أنه لم تكن هناك زيادة في بدل المخاطر الاضافي. "

هل يقول أن المبلغ الذي يسرقونه من ذلك الصبي أكبر من بدل المخاطر الإضافي؟

نظر جايل إلى الصبي المسمى بارت بانطباع جديد.

اعتقد أنه كان ناضجًا حقًا بالنسبة لصغر سنه، و لكن كان هناك رجل مستغل مثله تمامًا. عندما حرك الصبي حاجبيه كما لو أنه لاحظ شيئًا ما في نظرته، أدار جايل رأسه بسرعة نحو جاستين.

ناقش التعويض لفترة من الوقت مع القائد المحبط. حاول جايل، الذي سرعان ما توصل إلى اتفاق بمبلغ مُرضٍ، الابتعاد و هو يشعر التعب.

لكن سؤال الصبي من الخلف قد فاجئه.

"إلى متى تخطط لمواصلة هذه المعركة التي لا معنى لها؟"

الصبي، الذي نادرا ما يفتح فمه أولا، تحدث معه للمرة الأولى. بعد أن تفاجأ من السؤال غير المتوقع، أدار جايل رأسه ليجد عيون الصبي الذي ينظر إليه أكثر برودة من أي وقت مضى.

"هل تخطط إلى أن تصبح شهيداً من أجل القضية الجمهورية بهذه الطريقة؟"

انتهى الفصل مئة و أربعة.

______________________________________________________

ترجمة : روي / Rui

حسابي في الانستا لأي تساؤلات : jihane.artist

2024/04/14 · 331 مشاهدة · 1946 كلمة
Rui / روي
نادي الروايات - 2024